الوحدة الاولى من كتاب الصف الثانى الثانوى 2026

القصة دي تحسها طالعة من رواية خيال علمي والله. برنت تشابمان وهو عنده 13 سنة خد قرص مسكن “ايبوبروفين” وقت ماتش باسكت في الكريسماس.

الدوا ده كان واخده قبل كده عادي، لكن المرة دي جسمه دخل في تفاعل قاتل اسمه متلازمة ستيفنز–جونسون. جسمه اتحرق من جوه ومن بره، حتى عينيه اتحرقت ودخل في غيبوبة 27 يوم، فقد عينه الشمال خالص، والرؤية في التانية راحت. ومن وقتها عاش عشرين سنة يحاول ينقذ بصره بعمليات زرع قرنية بالعشرات، لكن كل مرة القرنية كانت بتفشل.

في الآخر الأطباء قرروا يجربوا معاه عملية نادرة جدا، لدرجة إن في العالم كله فيه جراحين قليلين بيعملوها. اسمها “العين بالسن”.

الفكرة إنهم ياخدوا ناب من فمه، ومعاه حتة عضم رفيعة ماسكة السن، ويجهزوه بطريقة خاصة. السن بيتحول لقطعة صغيرة يتعمل فيها فتحة دقيقة، ويحطوا فيها أسطوانة بلاستيك شفافة تشتغل كعدسة.

الأسنان وبالذات الناب بيستخدموه في العملية دي لأن ليه خصائص فريدة: قوي وصلب وما بيتآكلش بسهولة، وحجمه مناسب إنه يتنحت ويتحط فيه عدسة، وكمان بيبقى محاط بطبقة عضم رفيعة بتحافظ على تغذيته بالدم بعد الزرع.

والأهم إنه جزء من جسم المريض نفسه، وبالتالي الجسم ما بيرفضوش زي ما بيحصل مع القرنية المزروعة من متبرع. العملية بتتم على مرحلتين كبار: الأولى بيتم فيها خلع السن وتحضيره بزرع العدسة جواه وزرعه في الخد أو تحت الجفن فترة علشان يتغطى بأنسجة ودم ويبقى حي، والتانية هي نقل السن بالعدسة للعين نفسها بعد إزالة القرنية التالفة وتثبيته مكانها وتغطيته بأنسجة من الفم، بحيث يسمح للضوء يعدي للشبكية ويرجع البصر

الخطوة الغريبة بقى إن السن ما بيركبش في العين على طول. الأول بيتزرع في خد المريض أو تحت جفنه فترة تمتد لشهور. الهدف إن الأنسجة والدم يحيطوا بالسن ويخلوه حي و”جزء من الجسم” بدل ما يرفضه، وبعد ما يتأكدوا إنه جاهز، يفتحوا العين ويشيلوا القرنية الميتة، ويحطوا مكانها السن بالعدسة. وبعدها يغطوا السن بنسيج من جوه الفم علشان يثبت ويبان طبيعي.

برنت عمل العملية دي من كام يوم بس؛ والنهاردة الأطباء أعلنوا إنه قادر يشوف. الناب اتشال في فبراير، اتركب في عينه في يونيو، وفي أغسطس خلص التعديلات النهائية.

النهاردة، وبعد 20 سنة من العمى تقريبا، بيشوف تاني. بيحكي إنه حاسس كأنه رجع يتعرف على الدنيا من أول وجديد، وبقى يقدر تفاصيل صغيرة زي النور واللون والحركة، اللي بالنسبة لناس تانية ممكن تبان عادية.. نعمة نألفها ويتمناها غيرنا.