الطفلة المصرية الحاصلة على عمرة مع اسرتها ومبلغ مالى كبير
هايدي.. الطفلة المصرية البسيطة اللي بقت حديث الناس في كل مكان.
القصة كلها بدأت بكيس شيبسي بخمسة جنيه، حاجة عادية جدًا، أي طفل ممكن يشتريها ويستمتع بيها من غير ما يفكر في غيره. لكن هايدي بمجرد ما شافت رجل فقير معدي جنبها، حسّت إن الخمسة جنيه اللي في إيدها هو محتاجها أكتر منها. لحظتها وقفت، ومن غير ما حد يطلب منها، ومن غير ما حد يضغط عليها، رجعت كيس الشيبسي اللي كانت لسه شاريه وأدت الفقير الفلوس.
يمكن ناس كتير تقول: “إيه يعني؟ خمسة جنيه!”.. لكن الحقيقة إن القيمة مش في الرقم، ولا في المبلغ، إنما في الموقف نفسه. اللي حصل ده مش مجرد صدقة، ده إيثار.. سنة نبوية عظيمة غابت عن حياتنا، وبقت شبه منسية. قليل جدًا اللي لسه عنده إحساس صادق زي ده، وخصوصًا في سن صغير زي هايدي.
الضجة الكبيرة اللي اتعملت حوالين الموضوع مش عشان الخمسة جنيه، ولا عشان كيس شيبسي، لكن عشان الرسالة اللي وصلت للناس كلها. عشان المعنى اللي محتاجينه في زمن بقى فيه الواحد يفكر في نفسه قبل أي حد.
ومن هنا جات المفاجأة.. سمو الشيخ نائل الشمري قرر يكافئ هايدي وأسرتها بمبلغ
١٠٠ ألف ريال سعودي وكمان رحلة عمرة هدية ليهم، علشان يرسّخ قيمة الإيثار دي من جديد في الوطن العربي كله.
وهنا لازم نقف عند حاجة مهمة جدًا.. المثل الشعبي اللي بيقول: "اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع".
كتير مننا اتربى على المثل ده بالمعنى الخاطئ، واتفهم على إنه دعوة للأنانية وحصر الخير كله جوا البيت، وكأن اللي برّه مالوش حق. مع إن الأصل في قيمنا الدينية والاجتماعية إن الإنسان يوازن بين احتياجاته واحتياجات غيره، ويعرف إن الخير مش محصور، وإن مشاركة البسيط أحيانًا أهم من امتلاك الكثير.
هايدي ببراءتها طبقت المعنى الأجمل: إنها شافت إن فيه محتاج، فآثرت غيرها على نفسها، رغم إن اللي معاها قليل جدًا. علمتنا من غير ما تقول ولا كلمة إن الإيثار مش محتاج غنى ولا وفرة، لكن محتاج قلب حي بيحس باللي حواليه.
النهارده هايدي مش بس طفلة رجّعت كيس شيبسي.. هايدي أعادت إحياء معنى كبير جدًا غاب عن أجيال كتير: معنى الإيثار، معنى إنك تحس بغيرك وتقدمه على نفسك حتى لو اللي معاك قليل.

تعليقات
إرسال تعليق