القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار الاخبار

تحميل مذكرة تانية إعدادى المنهج الجديد 2026

 اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الامي وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين .



مذكرة ميلة شغل منها نفسك مؤقتا لحين نزول الملخصات .

الطلاب يتعرفون على كلمات الوحدة الأولى و قواعدها و يحاولون الفهم .

المعلم يشغل نفسه بالمذكرة دى لحين ضهور الكتب الخارجية.

الشيخ أبو الحسن الشاذلي


رضي الله تعالى عنه


هو السيد العارف بالله , الوارث المحمدي المحقق سيدي أبو الحسن علي ابن عبد الله الشاذلي المغربي , ينتهي نسبه إلى سيدي الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين , شيخ الطريقة الشاذلية .

ولد في غمارة الموجودة على ساحل البحر الأبيض المتوسط لإقليم شفشاون, تفقه وتصوف في تونس , وسكن مدينة (شاذلة ) ونسب إليها .

رحل إلى بلاد المشرق فحج ودخل العراق ثم سكن الإسكندرية , توفي بصحراء (عيذاب ) في طريقه إلى الحج سنة 656 للهجرة .

أخذ الطريقة عن الشيخ عبد السلام عن أبي مدين شعيب عن سيدي عبد القادر الجيلاني رضوان الله عيهم أجمعين , وقد خلفه في الطريقة سيدي أبو العباس المرسي رحمه الله تعالى .

تعرفه على شيخه عبد السلام بن مشيش رحمه الله تعالى :

قال سيدي أبو الحسن الشاذلي : لما دخلت العراق اجتمعت بالشيخ الصالح أبي الفتح الواسطي فما رأيت بالعراق مثله , وكنت أطلب القطب , فقال لي : ((تطلب على القطب بالعراق وهو في بلادك , ارجع إلى بلادك تجده )) فرجعت إلى المغرب إلى أن اجتمعت بأستاذي الشيخ الولي العارف الصّديق القطب الغوث أبي محمد عبد السلام بن مشيش الشريف الحسني .

قال رضي الله عنه : لما قدمت عليه وهو ساكن مغارة برباطة في رأس الجبل اغتسلت في عين في أسفل الجبل وخرجت عن علمي وعملي وطلعت عليه فقيراً وإذ به هابط علي , فلما رآني قال مرحباً بعلي بن عبد الله بن عبد الجبار , فذكر نسبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم قال لي : ياعلي طلعت إلينا فقيرا عن علمك وعملك فأخذت منا غنى الدنيا والآخرة , فأخذني منه الدهش فأقمت عنده أياماً إلى أن فتح الله على بصيرتي .

من مناقبه رحمه الله تعالى :

شارك الشيخ أبو الحسن الشاذلى رضى الله تعالى عنه، الشعب المصرى فى جهاده للغزاة والمستعمرين، ووقوفه مع المجاهدين، بل ذهابه مع نفر من العلماء والفقهاء لميدان الوغى ليبث فى الأبطال روح الجهاد وحلاوة الإيمان 

   ومن الشواهد والأدلة التاريخية التى تؤكد لنا تواجد الشيخ أبى الحسن الشاذلى فى ساحة معركة المنصورة ما قرره الشيخ تقى الدين ابن دقيق العيد حيث قال : "حضرت بالمنصورة مع الشيخ أبى الحسن وما رأيت أعرف بالله منه"


قال سيدي ابن عطاء الله السكندري في كتابه لطائف المنن : أخبرني الشيخ مكين الدين الأسمر قال : حضرت في المنصورة في خيمة فيها سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام والشيخ تقي الدين بن دقيق العيد والشيخ مجد الدين علي بن وهب , والشيخ محي الدين بن سراقة , والشيخ أبو الحسن الشاذلي ورسالة القشيري تقرأ عليهم وهم يتكلمون والشيخ الشاذلي صامت إلى أن فرغ كلامهم فقالوا له : ياسيدنا نريد أن نسمع منك شيئاً , فقال لهم أنتم سادات الوقت وكبراؤه وقد تكلمتم , فقالوا لابد أن نسمع منك فسكت الشيخ ثم تكلم بالأسرار العجيبة والعلوم الغريبة , فقام الشيخ عز الدين وخرج من صدر الخيمة وفارق موضعه وقال اسمعوا هذا الكلام القريب العهد من الله .

كان للشيخ أبى الحسن الشاذلى الدور البارز والأثر الكبير، فى تعبئة المجاهدين للجهاد فى معركة المنصورة ؛فلا غرابة إذاَ، ولا عجب، إذا مارأينا الإمام الصوفي العظيم «الشيخ أبا الحسن الشاذلي» رضى الله تعالى عنه، قد هب داعيا الناس إلى الجهاد والنفير العام، ودقت طبول الحرب بين يديه، وسار إلى موكبه كبار أئمة الدين في عصره، ومنهم سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام، وإمام المحدثين الشيخ زكي الدين المنذرى «صاحب الترغيب والترهيب»، ومكين الدين، وابن دقيق العيد، ورجاله من الصعيد، وابن الصلاح إمام علماء الأصول رضوان الله تعالى عليهم، وغيرهم من الخاصة، فضلًا عن الجماهير الهائلة.

     و قد أثار خروج الشيخ أبى الحسن الشاذلى لساحة الجهاد حماس المسلمين وغيرتهم،من أهل مصر فتابعه الآلاف يخرجون إلى كفاح الصليبين بأموالهم وأنفسهم، وقد اتخذت كل بلدة أو أسرة راية لها، تعرف بها، ويتجمع تحتها رجالها.   

 حارب أئمة التصوف و العلماء جنبا لجنب مع الأهالى والجنود فى ساحة الجهاد، لم يستقر هؤلاء العلماء فى دورهم البعيدة عن الخطر، وإنما هبوا جميعا للجهاد فى سبيل الله، لقد هاجروا إلى المنصورة ليكونوا بين المجاهدين، وبرغم أن العارف بالله الشيخ أبا الحسن الشاذلى رضى الله تعالى عنه كان فى آخر حياته، وكان قد كُف بصره، إلاأنه كان فى مقدمة الذاهبين إلى المنصورة يلهب حماس المجاهدين، ويحرك قلوبهم، وينادى بالشهادة، وينادى ببيع النفوس لله تعالى، الذى اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ؛ فأبدى المجاهدون ضروبا من الشجاعة والاستبسال منقطعة النظير فى جهاد الأعداء.

قال سيدي أبو العباس المرسي في كتاب أرسله لبعض أصحابه في تونس : …فإني صحبت رأساً من رؤوس الصديقين وأخذت منه سراً لايكون إلا لواحد بعد واحد وبه أفتخر وإليه انسب وهو سيدي أبو الحسن الشاذلي .

من أقواله رحمه الله تعالى :

وكان رضي الله عنه يقول : إذا عرض لك عارض يصدك عن الله فاثبت , قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئةً فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ) “الأنفال 45″

وكان يقول : إذا عارض كشفك الكتاب والسنة فتمسك بالكتاب والسنة , ودع الكشف , وقل لنفسك : إن الله ضمن لي العصمة بالكتاب والسنة , ولم يضمنها في جانب الكشف والإلهام.

ومن أقواله أيضا : أسباب القبض ثلاثة , ذنب أحدثته أو دنيا ذهبت عنك أو شخص يؤذيك في نفسك أو عرضك , فإن كنت أذنبت فاستغفر , وإن كنت ذهبت عنك الدنيا فارجع إلى ربك , وإن كنت ظُلمت فاصبر واحتمل , هذا دواؤك , وإن لم يطلعك الله تعالى على سبب القبض فاسكن تحت جريان الأقدار فإنها سحابة سائرة .

قد أخذ الشيخ أبو الحسن الشاذلي تلاميذه ومريديه بالمبادئ المثلى في التصوف فهو لم يكن يفهم التصوف كما كان يفهمه بعض معاصريه وبعض المتدروشين حتى اليوم على أنه بطالة تامة بحجة الزهد والتفرغ للعبادة، بل كان يفهمه على أنه صفاء تام في النفس وتقوى خالصة لله وحب لله تعالى وتعلق به وارتفاع بالروح وبالعمل وبالقول عن الدنايا.

وهذا كله لا يمكن أن يقعد الإنسان عن السعي والعمل وطلب الرزق، وكان يكره من المتصوفة التظاهر بالفقر فهو نوع من الادعاء، ولكي يضرب لأتباعه المثل والقدرة كان يحيا هو حياة نظيفة منعمة فكان يلبس فاخر الثياب، ويركب فاره الدواب، يتخذ الخيل الجياد، وكان يكره أن يلبس الصوفية الملابس المرقعة التي اصطلح الفقراء وأهل الطريق على لبسها، لأنه كان يرى أن هذا اللباس ينادي على صاحبه: أنا الفقير فأعطوني شيئا، وينادي على سره بالإفشاء ومن لبس الزي واتخذ المرفقة في دابه فقد ادعى. ومن أقواله: 

" ليس هذا الطريق بالرهبانية ولا بأكل الشعير والنخالة، وإنما هو بالصبر على الأوامر واليقين في الهداية، وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون".ودخل على الشيخ أبى الحسن مرة فقير عليه ملابس شعر، فلما فرغ الشيخ من كلامه، دنا منه ذلك الفقير وأمسك ملابسه وقال: 

"يا سيدي ما عبد الله بهذا اللباس الذي عليه ؟" فامسك الشيخ بملابس الفقير فوجد فيها خشونة فقال له: 

" ولا عبد الله بهذا اللباس الذي عليك، لباس يقول للناس أنا غني عنكم فلا تعطوني، ولباسك يقول أنا فقير إليكم فعطوني".

وكان أبو الحسن يدعو أتباعه إلى العمل والسعي ويكره المزيد المتعطل الذي يركن إلى البطالة ويرتزق من سؤال الناس، فالإسلام دين عزة وكرامة وجد وعمل، وهذه الطرق الصوفية في رأيه لا يجب أن تخرج عن التعاليم الأساسية للإسلامية، وإن كان لها من هدف بعد هذا فإنما هو الدعوى إلى صفاء النفس وتقوى الله، بل أنه كان يرى في العمل نوعا من العبادة بل هو خير عبادة، إنه التسبيح الدائم باسم الله، لهذا كان يقول لمريديه: 

"عليكم بالسبب – أي العمل والسعي وراء الرزق- وليجعل أحدكم مكوكه سبحته أو تحريك أصابعه في الخياطة أو الضفر سبحته".

وقال ابن عطاء الله السكندري: 

"كان الشيخ أبو الحسن يكره المريد المتعطل، ويكره أن يسأل تابعه الناس وقد كان جوادا بما يملك وكريما يكره البخل ويبحث عن طرق باب الأسباب والعمل"

وكان الشيخ يرى أن عبادة الله لا تستلزم أن تشق عن نفسك وتعديها وتكلفها من أمرها شططا فإنك إن حمدت الله وأنت متألم مما بك من فقر وطاقة أو مما تحس من تقشف وخشونة فإن حمدك يكون مشوبا بالمرارة والضيق، ولكنك لو حمدته راضيا مرضيا بما يحيط بك من نعم الله الوفيرة وروحك هادئة مطمئنة بما هو مبسوط لذيك من خيرات الله العميمة، فإن حمدك يكون صادر من القلب والنفس والروح والجسم جميعا، بل أن كل عضو من أعضاءك يشاركك في هذا الحمد، وما أجمل قول أبى الحسن في هذا المعنى:

" يا بني: يرد الماء، فإنك إذا شربت الماء الساخن فقلت الحمد لله تقولها بكزازة، وإذا شربت الماء الباردة فقلت الحمد لله استجاب كل عضو فيك بالحمد لله"


وفاته :


توفي رحمه الله تعالى سنة 656 للهجرة وعمره 63 سنة وهو في طريقه إلى الحج , ففي إحدى الليالي جمع أصحابه وأوصاهم , وقال لهم إذا مت فعليكم بأبي العباس المرسي فإنه الخليفة من بعدي وسيكون له مقام عظيم .

وفي الليل بات متوجهاً إلى الله تعالى تلك الليلة ذاكراً متضرعاً , وسمعته يقول إلهي إلهي حتى انشق الفجر , فلما كان وقت السحر سكت فظننا أنه نام فكلمناه فلم يتكلم فحركناه فلم يتحرك , رحمه الله تعالى ورفعه منازل الصديقين ونفعنا به وبخلفائه . آمين .



هنا 

هنااااا


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات