مذكرة الخوارزمى مهارات مهنية الصف السادس الترم التانى 2024

بهذه الرؤيا النبوية الصادقة التي رأى فيها الإمام الشاذلي جدَّه سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يأمره بالتوجه إلى مصر, وتلبية لهذا الأمر توجه زين العارفين، وأستاذ الأكابر، والمنفرد في زمنه بالمعارف السَّنِيَة والمفاخر، زمزم الأسرار ومعدن الأنوار، تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الله الشاذلي إلى الديار المصرية العامرة، لينضم قمر جديد إلى أقمار ساداتنا آل البيت في مصرنا المحروسة. وكان ذلك في سنة 642 هـ -1244 م في عهد الملك الصالح الأيوبي.

ويعتبر الإمام الشاذلي إمام المتصوفين الذي صحح مسار التصوف وأعاده إلى طريقه الصحيح المرتبط بالكتاب والسنة والعلم , واعتَبَر سيدي أبو الحسن الشاذلي الجهلَ من الكبائر التي لابد أن يسعى المسلم إلى التخلص منها.

عاش الإمام الشاذلي بمصر وقد استقر المقام في الإسكندرية، وكان يحضر عليه أجلاء العلماء وأكابر الفضلاء، ويرشد المريدين ويدعو لرب العالمين، ويعقد حلقات الذكر والوعظ والتهذيب، وكان الإقبال على دروسه عظيمًا جدًّا لا فرق في حضورها بين أفاضل الخاصة وأذكياء العامة.

استمر الشيخ - رضي الله عنه - يدعو إلى الله بمصر, وكان - رضي الله عنه - يحج كل سنة ويجعل طريقه على صعيد مصر، ويجاور بمكة شهر رجب وما بعده إلى انقضاء الحج، ويزور القبر الشريف ويعود على الدرب الكبير إلى بلده، فلما كان في شوال سنة 656 هـ وهي آخر سنة خرج فيها، قال لخديمه: استصحب فأسا وقفة وحنوطا وما يجهز به الميت، فقال له الخديم: ولماذا يا سيدي؟ فقال له: في (حميثرا) سوف ترى، وحميثرا بصعيد مصر بين قنا والقصير بمحافظة البحر الأحمر.

فلما بلغا (حميثرا) اغتسل الشيخ أبو الحسن وصلى ركعتين وقبضه الله عز وجل في آخر سجدة من صلاته ودفن هناك.

يقول الرحالة المؤرخ ابن بطوطة: وقد زرت قبره وعليه قبرية مكتوب فيها اسمه ونسبه متصلًا بالحسن بن علي رضي الله عنهما".

ولا يزال الناس يحتفلون بمولده كل عام, ويفدون إليه من كل مكان يحتفلون بمولده من الأول إلى العاشر من شهر ذي الحجة.

وفي لفتة موفقة مباركة ، عقد المجلس الأعلى للطرق الصوفية, ومشايخ الطرق الشاذلية وأعضاء المجلس الأعلى وبعض مشايخ الطرق الصوفية في مايو 2022 م اجتماعًا برئاسة الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى، تم خلال الاجتماع تحديد الجمعة الأخيرة من شهر شوال ليكون الموعد السنوي للاحتفال بمولده.