القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار الاخبار

امتحان كونكت 6 الوحدة الثانية الدرس الرابع و الخامس 2024

 هنا

 امتحان كونكت 6 الوحدة الثانية الدرس الرابع و الخامس 2024

 

يحكى عن سلطان في بلاد بعيدة ليس له إلا البنات ،وكل ما يرزقه الله بولد يعطيه للسياف لكي يقتله ،والسّبب في ذلك أنّ عرّافا قرأ طالعه ،وأخبره أن نهايته ستكون على يد ولد من صلبه .ومن ذلك اليوم، وهو يعيش في خوف، وكلّما حملت أحد نسائه أو جواريه ،حبسها في القصر حتى تلد، ونصحه ، الوزراء أن يتوقّف عن قتل أبنائه، وأن لا يصدّق نبوءات العرّافين، إلا أنّه لم يكن ينصت لأحد ،ولم يرحم أمّهات أطفاله ،أو يتأثّر لبكائهنّ ،ولهذا سمّته الرّعية آكل صغاره ،وكلّما خرج في موكب وسط المدينة جرى الناس لإخفاء أولادهم خوفا منه، لدرجة أنّه لا ير طفلا واحدا في المدينة .
وكان هذا الأمر يحزنه ،ويصيبه بالغمّ ،لكنّه يفعل أيّ شيئ ليحافظ على العرش ،ولن يسمح لأحد أن ينتزعه منه .وأصبح طبعه أكثر سوءا مع الأيّام ،ولم يعد يكلّم أحدا ،وضاعف عدد الحرس في قصره ،ودامت هذه الحال زمنا حتى هربت منه نسائه ،فتزّوج جارية عنده إسمها أميمة ،وذات يوم ظهر عليها الحمل، فحبسها السّلطان في غرفتها وفي تمام الشهر التاسع أنجبت ولدا لم يكن في المملكة واحد أجمل منه ،فبكت ثم مسحت دموعها ،وقالت له : لن أسلّمك للسّلطان ليقتلك، هذا يكفي !!! أشفقت القابلة العجوز عليها ،وقالت :سأحضر لك طفلا مات أثناء الولادة لكي يراه أبوه ،أمّا إبنك فسيتربّى عندي،توقّفت الجارية عن البكاء ،وسألتها: أحقّا تفعلين ذلك من أجلي ؟ فأجابتها: لا أحد يطيق الظلم ،ثم أنت ليس لك أهل ،وهذا الطفل هو أهلك، فشكرتها أميمة على معروفها ،ووعدتها بهديّة غالية .
ولمّا جاء السّلطان بعد ساعة أخبرته أنّها رزقت ولدا لكنّه مات بين يدي القابلة ولمّا راه لا يتحرك ،قال: لقد أراحنى الله منه ،ثم خرج دون أن يكلم إمرأته أو يسأل عن حالها .أطلقت أميمة إسم نعمان على الولد ،وتربّى مع أبناء القابلة ،وكانوا رعاة مواشي ،فرعى معهم، ،وركب الخيل في البادية . وتسلق الصّخور. وتعلّم الصّيد ،والرّمي بالنّبال ،فقوي بدنه ،وإشتدّ عوده ،ولمّا كبر ،علم أنّ أباه هو سلطان البلاد ،وأخذ يلحّ على أمّه برغبته في رؤية أبيه، لكنّها قصّت عليه حكايتها ،وأنّه لو رآه لقتلهما معا ،وأيضا القابلة التي ساعدتها .لكن الفتى قال في نفسه :لمّا يرى أبي فروسيتي سيفرح ،ويسامح أمّي ،وذات يوم ذهب إلى القصر ،وطلب مقابلة السّلطان ،وحكى له عن حيلة أمّه لإنقاذه ،وعن مهارته في الصّيد ،وقدرته على الرّمي بالسّهام .
كان السّلطان يستمع باهتمام ،ولمّا رأى قوّة ولده نعمان زاد خوفه منه ،وأمر الحرس أن يقبضوا عليه مع أمّه ،ويقتلوهما ،لكن الولد أفلت منهم ،وأغلق الباب، ولم يقدر الحرّاس أن يفتحوه ،وجرى إلى أمّه ،وقال لها: لنهرب بسرعة فأبي ينوي الشرّ ،ردّت عليه: هيّا نختفي في أحد العربات التي ستغادر القصر!!! ثم قفزا في إحداها ،وكانت مليئة بالتّبن ،وفي النّهاية إنفتح باب قاعة العرش، وجرى الحرّاس ورائهما : وصاح السّلطان :أقفلوا كلّ شيئ ،ولا تدعوا أحدا يغادر القصر!!! لكن العربة في ذلك الوقت وصلت إلى البواّبة ،فأطلّ أحد الحرّاس، وقال: لا يوجد سوى التّبن ،دعوها تخرج ،ولم يصدّق الولد وأمّه بالنّجاة من غضب السّلطان .إبتعدت العربة عن القصر ،ثمّ توقّفت في السّوق ،ونزلا دون أن يحسّ بهما أحد .
وهناك اشترى نعمان زادا وقربة ماء ،ثمّ غادرا المدينة ،وإكتريا جملين، وقصدا شاطئ البحر، وفي نيّتهما ركوب سفينة تحملهما بعيدا عن هذه الديار ،فلم يعد هنا أمان بعد أن إكتشف السّلطان أمر إبنه ،ولن يهدأ باله إلا بقتله . ولمّا إقتربا من الشّاطئ ،ظهر على الفتى وأمّه الإعياء الشديد، فهما يسيران منذ عشرة أيام ،ونفذ ما عندهما من مؤونة ،ومن بعيد تراءى لهما قصر كبير ،فاتّجها إليه ،وطرقا الباب، لكن لم يفتح لهما أحد ،وبعد قليل إنفتح الباب بمفرده، وتعجّب الولد حين لم ير أحدا ،وصاح : نحن مسافران نريد طعاما ،وسندفع ثمن ما نأكل !!! قالت أميمة :هذا المكان مهجور،وأنا لا أشعر بالرّاحة هنا ،أجاب نعمان: على الأقلّ :لن يأتي أحد للبحث علينا هنا .
ولمّا دخلا وسط القصر ،وجدا مائدة عامرة بكلّ ما لذ وطاب من الطعام ولا يزال البخار يتصاعد منه ،فاقترب الولد وهو لا يصدق عينية ،وأخذ قطعة صغيرة من الدّجاج تذوقها بطرف لسانه ،ثم قال :عظيم إنها ساخنة وعليها توابل الهند ثمّ جلس يأكل بنهم ،أمّا أمّه فبقيت خائفة ،وهي تنظر يمينا وشمالا ،في الأخير غمست يديها في الطعام ،وأكلت حتى شبعت ،ثمّ صبّ لها ابنها ماء الورد، فشربت .ولم تنس أن تخرج صرّة من الدّنانير ،وضعتها على الطاولة، وقالت: الآن أريد أن أنام ،وفتحت أوّل غرفة وجدتها ،وارتمت على السّرير ،بينما بقي نعمان يتجوّل في القصر ،كان كلّ شيئ مرتّبا ونظيفا ،لكن لا وجود لمخلوق ،وزاد ذلك في إستغرابه، ثم أغلق أبواب القصر ،وجلس يفكّر إلى أن غلبه النّوم ...


هنا

 

 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات